لا يخفى أن العلاقات التاريخية والثقافية بين تركيا والعالم العربي قديمة جداً. لقد عاشت هذه الشعوب معاً لأكثر من ألف عام وأثّر كل منها بالآخر وتأثّر به بشكل كبير من الناحية الثقافية والاجتماعية. لكن بعد انهيار الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية، تركّز اهتمام النخب العربية والتركية على الغرب تحديداً وتجاهل كل منهما الآخر. وأدّى هذا التجاهل إلى ابتعاد الطرفين عن بعضهما إلى حد الانقسام. من ناحية أخرى، تعمقّ الانقسام في المجتمعات العربية نفسها بفعل الاستعمار والتدخل الأجنبي. بعد انهيار النظام العالمي ثنائي القطب وظهور العولمة في زمننا الراهن، شهدنا تحسنا سريعا في هذه العلاقات في السنوات الأخيرة نتيجة تطوّر أدوات التواصل والإنفتاح التركي على المنطقة. فبالإضافة إلى وجود المواطنين الأتراك من أصول عربية، ازداد عدد الإخوة العرب المقيمين في تركيا بعد قدوم عدد كبير من اللاجئين العرب ولا سيما السوريين الذين اضطروا لترك بلادهم نتيجة الظروف القاسية، إضافة لأولئك القادمين بغرض السياحة والعمل والاستثمار. ومع ذلك، لم يرتقِ التفاعل بين هذين الشعبين داخل تركيا وخارجها إلى المستوى المطلوب. نعتقد أن الأحداث التي شهدها العالم العربي في السنوات العشر الأخيرة –رغم قتامتها–، تحمل في طياتها عوامل تبعث على التفاؤل بالتغيير والتحول الإيجابي الذي ستزداد سرعته في المرحلة المقبلة. إن منطقة الشرق الأوسط بحاجة للتكامل بين شعوبها ولتطوير العلاقات الدبلوماسية، الاقتصادية، السياحية، الثقافية، التعليمية والاجتماعية بين بلدانها وخلق سبل للتنمية فيها. إن مستوى تعلم اللغة التركية لدى العرب في تركيا لا يزال متدنياً. ولا شك أن تعلم اللغة التركية في الدول العربية، وتعلم اللغة العربية في تركيا ليس كافيا رغم وجود اهتمام كبير بذلك ورغم وجود العديد من المراكز والمؤسسات المنخرطة في هذا المجال ونحن بحاجة إلى تفاعل متزايد بين الأتراك والعرب. للأسباب المذكورة أعلاه وبهدف تلبية هذه الاحتياجات، نسعى لإقامة برنامج يلتقي فيه الشباب العرب والأتراك ببعضهم ويعلّمون بعضهم بعضاً لغاتهم ويتفاعلون بشكل مباشر. ونخطّط لإقامة دورات وورش عمل تُعقد بشكل تطوعي ومتبادل، بعد تشكيل مجموعات من الطرفين بحسب الاهتمامات والمجالات المطلوبة. سيقوم فريقنا بتنسيق عمل هذه المجموعات وضمان استمرار الأنشطة على أساس تطوعي. وسيتم تنظيم الراغبين بتعلّم وتعليم اللغتين في مختلف المستويات ضمن مجموعات. وفي حال وجود عدد كاف من الراغبين، سيكون من الممكن إنشاء مجموعات أكثر تخصصاً، أو تقسيمها وفق الفئات العمرية وربما مجموعات منفصلة للإناث وأخرى للذكور. لهذا الغرض، يمكنكم المشاركة في برنامج جسر الصداقة الذي يهدف إلى أن يكون جسر بين الشباب العربي والتركي. في هذا الإطار، يرجى ملأ هذه الإستمارة للتسجيل >> مشرف البرنامج |